تيكي تاكا قاربت على الانتهاء ورؤية المباراة واللعب بمتطلبات المباراة هو الماشي في السوق الكروية الآن.
EFE
الغاية تبرر الوسيلة، مبدأ ميكيافيلي نسبة لصاحبه، ربما مبدأ نفعي غي محبب ولكنه يحقق الغرض في الكثير من الأحيان، وفي كرة القدم تحديدا الميكيافيلية ربما أصبحت لغة اللعبة في آخر أيامها، حيث لا يهم أن تكون كرتك جميلة طالما تفوز وتحقق البطولات، لا يجدي نفعا الاستحواذ على الكرة وتقديم فيات ومهارات رائعة في النهاية تخسر المباراة في النهاية الهدف هو الأهم ..
لن يتذكر أحدا أن فريق ما قدم كرة رائعة طالما لم يفز في النهاية، فالتاريخ لا يهمه سوى الانطباعات الأخيرة والانتصارات هي التي تدوم طويلا والألقاب هي التي تُخلد ذكراها، بينما الكرة الجميلة يتناساها ويهملها التاريخ إن لم تقترن بالألقاب.
هكذا قد ينسى التاريخ أن برشلونة وريال مدريد قدموا أداء مبهر في موسم 2013-2014 لأنهما خسر لقب الدوري أمام أتلتيكو مدريد الذي قدم نموذجا في الميكيافيلية الكروية، لن يتذكر أحدا أن منتخب هولندا كان رائعا في مونديال 2014 طالما لم يفز باللقب، سينسى الجميع اللعب الجميل وستذكرون فقط حاملي البطولات، أصحاب المشهد الأخير!
ما هي التيكي تاكا ؟ وكيف تستطيع الفرق أن توقفها ؟
دخل علينا في السنوات الأخيرة "تيكي تاكا" هذا المصطلح الذي كان
يتردد على أي لسان ممن يتابعون كرة القدم العالمية .. وهي طريقة لَعِب
مُحاكاة للكرة الشاملة الهولندية في السبعينات وتعتمد في الأساس أن كل لاعب
في الفريق من الممكن أن يواجه مرمى الخصم ليسجل .. وتعتمد التيكي تاكا في
الاصل على اللمسة واللعبة والتحرك بدون كرة بالإضافة إلى التغطية السليمة
للأفراد الآخرين على المساحات الفارغة بسبب صعود ظهير أو حتى مدافع في
طريقة 4-3-3 أو حتى 3-4-3.
ولكن الآن تعيش كرة القدم فترة تنحصر بها "التيكي تاكا"، التيكي
تاكا التي طالما أبهر بها العالم برشلونة مع بيب غوارديولا قبل أن ينتقل
إلى البافاري بايرن ميونخ .. برشلونة توقف بالتيكي تاكا وإسبانيا خرجت من
الدور الأول بالتيكي تاكا فهل أصبحت توقيف التيكي تاكا مهمة سهلة المنال؟
في الأغلب الإجابة ستكون بالإيجاب .. إذا أتيت بأي رجل يشاهد كرة
القدم الأوروبية وسألته كيف يمكن لك أن توقِف التيكي تاكا ؟ سيرد عليك في
الحال بجوزيه مورينيو .. ربما البرتغالي ميكيافيلي آخر لا يُقدِم اي كرة
جمالية ولكن بالفعل هو من استطاع أن يكسر اسطورة برشلونة و التيكي تاكا
ككل.
ويعد الهولندي غوس هيدينك أول من وضع حجر الأساس لإيقاف هذه
الطريقة الديناميكية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2008-2009 عندما
فرض على برشلونة في عز مجده التعادل على ملعبه الكامب نو .. لك أن تشاهد
هذه المباراة ثانية لترى كيف أوقف فريق تشيلسي برشلونة وشل حركته تماماً
حيث جعل هيدينك من لاعبي البلوز كجنود شطرنج تتحرك أينما الكرة ذهبت لتخنق
لاعبي برشلونة ولكن كرة إنييستا في الدقيقة الأخيرة في مباراة لندن يخرج
بها برشلونة متعادلا ويصعد للنهائي.
تطور طرق خنق التيكي تاكا
في الموسم التالي وبالأحرى موسم 2009-2010 واجه برشلونة فريق إنتر ميلان الذي تفوق عليه في ميلانو هناك في جوزيبي مياتزا بثلاثة أهداف مقابل هدف .. نتيجة كانت حينها في أيدي برشلونة ليدخل مباراة الإياب متحمساً بـ 90 الف متفرج لتمر الأوقات الثانية تلو الثانية والدقيقة تلو الدقيقة وبرشلونة مخنوقا في مباراة خرج الجميع منها ممتعضا من أسلوب لعب مورينيو الذي أوقف ميسي في مجده بكامبياسو و زانيتي و تياغو موتا قبل أن يُطرد.
بعدها انتقل مورينيو إلى تدريب ريال مدريد وهو عازم أن يكسر شوكة الفريق الكتالوني وطريقته وبالفعل هذا حدث .. الكل خلف الكرة وتضييق المساحات من أجل خنق لاعبي برشلونة وعدم تمكنهم من الحركة أو الاستلام و التسليم هذا ما علمه مورينيو للجميع .. المو انتصر على برشلونة في آخر مواسمه في الميرينغي بالاحتياطي.
وتلاه روبيرتو دي ماتيو المؤقت في تشيلسي و وراه دييغو سميوني الموسم الماضي و فعلها أيضاً انشيلوتي الذي اهان بايرن ميونخ بيب غوارديولا على ملعبه بفضل التأمين الدفاعي وغلق المساحات ومن ثم الإنفجار إلى الهجمات المرتدة ليؤكد على مقولة "بشيئ من التركيز والتنظيم من السهل القضاء على التيكي تاكا".
الجديد القديم في التدريب
الغريب في الأمر أن الموضة الجديدة هذه الفترة هو المدرب القادر على الحياكة، القادر على رؤية المباراة وقرائتها الجيدة وحياكة الطريقة والخطة والاستراتيجية الملى للتعامل مع المنافسين، حيث لا يهم الاسماء لا يهم الطريقة حتى وإن كانت 3-5-2 التي عفا عليها الزمن المهم إحداث الفارق ووضع حد للمنافس.
من ضمن هؤلاء المدرببين الهولندي لويس فان غال الذي دخل كأس العالم ببضعة شباب عليهم شنايدر وروبن وفان بيرسي لنجده يلعب بطريقة 3-5-2 ليصل إلى نصف نهائي المونديال .. هل لَعِبَ فان غال بـ 3-5-2 فقط ؟ لا ففي مباراة تشيلي الأخيرة في المجموعات غير الطريقة 4-4-2 لأنه رأى أنها تنفعه وبالفعل ما إن غيرها و إنطلقت الطواحين، حتى خلال المباراة تبدلت طريقة اللعب بتحريك اللاعبين كالعرائس وقطع الشطرنج.
ولك أن تتذكر تغييرة كلاسين بالحارس الاحتياطي كرول في ركلات جزاء مباراة كوستاريكا التي أهلت الطواحين لأول مرة بركلات المعاناة لتعلم أن هذا "الخال" فان غال محنك.
أنشيلوتي الملكي
أيضاً أنشيلوتي الذي دخل الموسم الماضي بطريقة 4-2-3-1 وبعد شهرين غيرها إلى 4-3-3 بتوظيف الارجنتيني دي ماريا نجم الميرينغي الموسم الماضي بهذا التوظيف .. في مباراة كأس الملك والتي غاب عنها كريستيانو وبعد خسارتين من البرسا غير كارلو طريقته إلى 4-4-2 معتمداً على الدفاع ومن ثم الإنطلاق بسرعة دي ماريا وبيل من على الأطراف وحقق الكأس حينها.
ويكفي لأنشيلوتي أنه جعل من دي ماريا لاعب عادي في الملكي إلى نجم الفريق يريده جميع الجماهير المدريدية أن يبقى بالنادي الملكي.
سيميوني أيضاً من المدربين الذي ذاع صيتهم المواسم الأخيرة حيث بأسماء نصف نجوم يصنع الفارق و يقوم بتغيير طريقته على حسب المباريات فتارة يلعب بـ 4-4-2 و تارة أخرى يلعب بـ 4-2-3-1 تنقلب في الدفاع إلى 4-5-1، ويعتمد التشولو في تدريبه على الروح الحماسية والقوة الاندفاعية والتأمين الدفاعي أولا وأبداً ومن ثم التفكير بالهجوم .. تيبيكال إيطاليا لنجم عاش معظم عمره في ملاعب الكاتاناتشي الإيطالية من لاتسيو و إنتر ميلان.
كلوب الفيلسوف
وأخيرا تلميذ رائد آخر في مدرسة الميكيافيلية والحياكة الخططية هو الألماني يورغن كلوب صاحب الأعين الذهبية على نجوم شباب يلمعهم و يقوم ببيعهم اضعاف اضعاف سعرهم الذين أتوا به من قبل.
كلوب كرته جميلة للغاية بالرغم من ميكيافيليتها ويكفيه أنه وصل إلى نهائي دوري ابطال أوروبا بعد ان اقصى ريال مدريد مورينيو بالإضافة إلى أنه كاد أن يقضي على أحلام مدريد بالعاشرة الموسم الفائت ولولا كرة ماخيتاريان التي اصطدمت بالعارضة كانت ستضع عنوان "الريال الجريح في مهب الريح" قبل الإياب.
فهل يكتب هذا الموسم اختفاء التيكي تاكا إلى الابد وظهور الفكر التدريبي الكلاسيكي من قرائة الملعب ورؤية المباراة واللعب بالطريقة التي تفيدني ؟ هذا ما سنراه هذا الموسم مع الدوريات الأوروبية التي قاربت على البداية
محول الاكواد محول الأكواد اضافة الإبتسمات اضافة الإبتسمات